قبل أن تصل حتى إلى وجهتك
عند دخولي إلى أكجوجت شعرت أنني أمام مدينة صغيرة ولكنها غنية بروحها العريقة فالناس هنا يعيشون ببساطة ظاهرة وكرم لا حدود له في الاستقبال أول ما لاحظته هو أن العلاقات الاجتماعية قوية جدًا حيث يلتقي الأهالي في المجالس المعروفة بالمجالس التقليدية التي تُقام في البيوت أو تحت الخيام في المساء يشربون الشاي الموريتاني الذي يقدم على مراحل ثلاث وهو ليس مجرد مشروب بل طقس اجتماعي متجذر يعبر عن الصداقة والألفة.
من الناحية الثقافية تحمل أكجوجت مزيجًا من التقاليد البدوية التي ما زالت حية رغم مرور الزمن ما زلت أذكر لحظة مشاركتي في جلسة شعرية أقامها بعض الشباب حيث ألقوا أشعارًا حسانية تتغنى بالصحراء والكرم والبطولة وكان ذلك بالنسبة لي تجربة مختلفة جعلتني أكتشف كيف أن الشعر يشكل جزءًا أصيلًا من الهوية المحلية.
كما أن الموسيقى الحسانية لها حضور في المناسبات الاجتماعية سواء في الأعراس أو الأعياد وتمنح الأجواء دفئًا وبهجة
أما اقتصاديًا فتشتهر أكجوجت بكونها مدينة التعدين الأولى في موريتانيا إذ تُعد من أهم المناطق الغنية بالنحاس والذهب وهذا النشاط الاقتصادي جذب إليها يد عاملة من مختلف مناطق البلاد وهو ما أعطاها طابعًا متنوعًا بعض الشيء من حيث العادات اليومية والتقاليد البسيطة رغم ذلك لا تزال الزراعة البسيطة وتربية المواشي حاضرة في حياة الناس إذ يعتمد الكثير منهم على هذه الأنشطة لتأمين احتياجاتهم اليومية.
التجربة التي لا أنساها كانت عندما قضيت يومًا كاملًا مع إحدى الأسر هناك دعوني لمشاركتهم وجبة تقليدية من الكسكس واللحم المحلي المطبوخ بطريقة بدوية تحت الرمل كانت النكهة مختلفة تمامًا عن أي طعام تذوقته من قبل ربما لأنك تشعر أن الطعام يحمل روح المكان والناس معًا وفي المساء جلسنا حول نار هادئة نستمع لحكايات كبار السن عن ماضي المدينة وعن الرحلات القديمة في عمق الصحراء وقتها أدركت أن أكجوجت ليست مجرد مدينة عابرة على الخريطة بل هي نافذة على تاريخ وثقافة وكرم أصيل.
السياحة في أكجوجت ليست من النوع التقليدي الذي تجده في المدن الكبيرة بل هي تجربة إنسانية خالصة تعتمد على التواصل مع الناس واكتشاف تفاصيل حياتهم اليومية المدينة صغيرة لكنها تمنحك شعورًا عميقًا بالانتماء والهدوء ومن يزورها لن يخرج منها إلا وقد حمل معه ذكريات دافئة وصورًا لا تمحى عن الكرم البدوي والروح البسيطة التي تميز هذه الأرض.
مدينة أكجوجت الموريتانية قد لا تكون من أشهر الوجهات السياحية في البلاد لكنها تحمل الكثير من الخصوصية لمن يبحث عن تجربة مختلفة فهي مدينة صغيرة تقع شمال نواكشوط وتعتبر عاصمة ولاية إينشيري الوصول إليها يتم بسهولة نسبيًا عبر الطريق الرابط بينها وبين العاصمة حيث يمتد المشهد الصحراوي المفتوح ليهيئ الزائر لرحلة يغلب عليها طابع البداوة.
أول ما يلاحظه السائح في أكجوجت هو الهدوء فالشوارع ليست مزدحمة والحياة تسير بوتيرة بطيئة تمنحك وقتًا لاكتشاف تفاصيل المكان من أهم ما يمكن زيارته الأسواق الشعبية حيث تعرض النساء منتجات تقليدية من أقمشة وأدوات منزلية وحرف يدوية مصنوعة ببساطة تعكس روح الحياة البدوية كما أن السوق يعتبر فرصة للاحتكاك المباشر مع الناس ومعرفة أسلوب عيشهم اليومي
الجانب الثقافي حاضر بقوة فالزائر سيلاحظ أن الشاي الموريتاني ليس مجرد مشروب بل هو عادة راسخة في كل بيت وكل مجلس يقدم ثلاث مرات على التوالي وكل مرة بنكهة مختلفة وهو طقس اجتماعي يعبر عن الكرم والتواصل كما يمكن حضور جلسات شعرية أو موسيقية محلية خاصة في المناسبات حيث تشكل الأشعار الحسانية والموسيقى التقليدية جزءًا من هوية المدينة
اقتصاديً.
ا تُعرف أكجوجت بأنها مدينة التعدين الأولى في موريتانيا حيث تشتهر بمناجم النحاس والذهب وهذا يمنحها طابعًا مميزًا لكنها في الوقت نفسه ما زالت تحتفظ بأنشطتها التقليدية من رعي وتربية مواشٍ وزراعة بسيطة لذلك يمكن للزائر أن يشاهد القوافل الصغيرة من الجمال والقطعان وهي تتحرك في أطراف المدينة مما يضفي طابعًا صحراويًا أصيلًا.
بالنسبة للإقامة فهناك بعض النزل والفنادق البسيطة التي توفر احتياجات أساسية لكنها ليست فاخرة وغالبًا ما يعتمد الزوار على بيوت الضيافة أو التخييم في ضواحي المدينة للاستمتاع بالهدوء والسماء الصافية ليلًا.
أما من حيث الطعام فإن المطبخ المحلي يقدم أطباقًا تقليدية مثل الكسكس مع اللحم أو الدجاج المطبوخ بطرق بدوية إضافة إلى أطباق الأرز والسمك المستوحاة من المطبخ الموريتاني بشكل عام ومن أجمل التجارب.
أن تتم دعوتك إلى بيت موريتاني حيث تشارك العائلة طعامها في أجواء مليئة بالود
السائح في أكجوجت قد لا يجد متاحف أو مباني عصرية لكنه سيجد تجربة أصيلة تعكس الحياة الصحراوية البسيطة والكرم الموريتاني الأصيل وهي مدينة مناسبة لكل من يرغب في الابتعاد عن الصخب واكتشاف وجه آخر لموريتانيا بعيد عن المسارات السياحية التقليدية